رحم الله (معيلي) تلك الشخصية الفريدة في مدينتنا الصغيرة.. لقد كان، كغيره، يأكل الجراد، ويغسل ثوبه كل شهر، ماركة الخمس نجوم، في مجرى الغرب صابونة (الشنان) يا ترى هل تفهم الشنان يا سعادة الدكتور؟!
أنا لا أشك في ذلك لأنه لا بد أنك قرأت سيرة أبيك وجدك، أو ربما حكاها لك أحد شيوخ مدينتكم وظهره إلى جدار الطين يحمس قهوته ويغمس التمر في اناء الاقط الممروس يحكي عن (دينه) واحد مثل معيلي، مطلوب ثلاثة أصواع شعير وخمس (وزان) اقط يا ترى هل تدري ما هو الاقط..
(معيلي) سكن دكان في سقيفة شارع -المطاوعة- بضاعته أربعة حصر (ومحفرين، ومسحاة وقدوم وعشرون حذوة حمار)..
الدكان تهل من سقفه التراب، وتسكنه (البراعص وغالبا ما تجد الفئران لذة نومها بين الأقفال القديمة والخيش الفارغ خاصة وقت زمهرير الشتاء.. طعامه (صقعي) العراق.. والصقعي، سلمك الله، تمر ناشف يتقرقع بالأواني!
وكل عام وانت بكامل الصحة والسرور – يا سعادة الدكتور فقد كان (معيلي) لا يعرف – الدانير كلوب – ولا – البشت – السعودي، ولم يقرأ إلا ما يؤدي به صلواته من آيات الله البينات، والتحيات لله..
وصدقني لم يحلم أن تكتحل عينه بصورة (عدنان) في الصالة المخملية بــ (كان) ليشاهده يخسر في لحظة تجلي على طاولة (الروليت) ثلاثين مليون فرنك ويخرج يهز بأصابعه سلسلته الذهبية المعلق بطرفها مفاتيح سيارته تملأ وجهه تلك الابتسامة اللامبالية، ويحرسه الثلاثة (العتاولة) الكوريين المدربين لهذا الغرض!
ومعيلي، أعانك الله لم يقل بيتا واحدا من الشعر النبطي في مدح، أو تزلف لأي شخص، وهو المجيد لهذا الفن الشعبي، ولم يبايع (الخاشقجي عدنان) بإعطائه شهادة المواطن الأول، وربما يؤلف كتابا أو موسوعة خاصة تحكي عن لياليه ومهازله، وفضائح المستر (x) مع مطلقته.. ثم تأتي لتقول إن هذه حملة (امبريالية صهيونية اوربية مغرضة) ولا أدرى لماذا هذه الحملة لم تتناول (الجميع) أو – الجفالي – أو العليان، وهم أصحاب ملايين وشهرة بحدود وطنهم.. أم أنهم المغرضون، وقاك الله عذاب ألسنتهم؟!
وهل تدري أن جدي، وجدك والمرحوم (معيلي) افترشوا البطحاء وتوسدوها وإذا كانوا موسرين تدثروا (بالبيدي) وافترشوا الجاعد) والجاعد جلد يدبغونه بثمر الأثل (الكرمع) وربما كان – لشاة ذبحوها لضيف جائع في حر الصيف، أو برد الشتاء، أو أكرموا بها (مطوع) علم أحد أبنائهم آيات من القران بدار الكتاب أو احتفلوا بلحم تلك الشاة بمناسبة (طهار) أحد أبنائهم، أو تميمة له!
وإذا كان (عدنان) لم يسبق له أن أخرج زكاة أمواله، ونحن نقدر ذلك (ظنا) وبعض الظن إثم، فإن المرحوم (معيلي) يقيم بضاعته من خيش وأقفال وزنابيل، كل عام ليقوم بدفع زكاتها أمدادا من التمر ليبرئ ذمته وأبنائه من يوم يحمى عليها بنار جهنم! وربما أنه قاسم الشحاذين نصف وجبته، وما أكثرهم في ذلك الوقت لأنه يعرف عظمة لقمة الجائع..
وهل تدري يا سعادة الدكتور، أن من بين بضاعته (تنك الودك).. والودك سلمك الله شحم الضان أو النوق يصهرها ليتدسم بها أهالي مدينته، ويتدهن بها كل أربعانية شتاء، ويكوي بسائلها (شطوب) قدميه الحافيتين ليجلس بالشمس أمام تلك السقيفة يذكر الله ويصلي على رسوله ويهش عن وجهه الذباب..
ولم يسافر عقله عن خارج وطنه، وحتى سفراته الفصلية كانت لمكة المكرمة، حج ثلاثا على قدميه، آخرها بعد منتصف عمره يتوكأ على عصاه ويتوضأ بعد أكل لحم الجزور.. هل تدري ما هي الجزور؟
وكان، رحمه الله، لم يشاهد السينما، ولا التلفزيون ولا صور بشكل تلفزيوني خاص.. وعرف خاتم النحاس ولم يعلم اطلاقا بالذهب الأبيض أو الأصفر، أو (الكرسماس) في نهاية كل عام ميلادي!
قرأ في صغره شيئا من كتاب (الأصول الثلاثة) وبعض من قصص عنتر وأبو زيد الهلالي، وسمع الشعر النبطي وحاكاه – كما قلت لك – ولكنه لم يسمع بأسطورة (عدنان خاشقجي) فارس
هذا الجيل.. أو جيل الرطانة الحديثة
فطوره (الغبيب)، وماء شربه من القرو، أو من الدلو، وفي شهر رمضان يعلق على (قنارة) المسجد (شنیتن) والشنة قربة من جلد الماعز أو الضان يعمل ذلك صدقة لوجه الله للصائمين، الذين يجلس معهم عند أذان كل مغرب يشاركهم بركة الفطور..
ومثل أهل مدينته، تداوى (بالمر، والهليلج) وقشور الرمان.. وإذا أعياه العلاج تداوى بالكي بطرف يد (المحماس) الحامية!
وحين يرى (الرؤيا) يطلب من المرحوم حسين تفسيرها وهو دائما متفائل.. وكل شيء خاتمته خير وكم كان يصلي ركعتين مطمئنا إلى قضاء الله وقدره..
حطب على حماره السمر، والأرطأ، وخلط صمغ الطلح (بسنو) السراج ليجعل منه مدادا يكتب به ماله أو عليه، أو يسجل وصيته قبل موته.. ولم يتخيل، أو ربما لن يتخيل أن البحر مدينة كاملة بأسماكه، وأمواجه يتبختر فيها اليخت المحروس لعدنان، والذي يرمي ثلثي وجبات سكانه أو محظوظيه، لسمك البحر
و(معيلي) حالم يتمنى أن تكون كل الأيام أعيادا.. وفي عيد الأضحى تكون أيامه أسعد، لأنه يعلق على الحبال (قديد) أضحيته، ويدسه بشوال مع تموين سنته جنبا إلى جنب مع خيش الجراد والصقعي!
وكم كان سعيدا حين يزور المريض، أو ينطق المعوذتين والشهادتين وينفخ بالإناء الممدود إليه من يد صغير عند باب المسجد، لمريض أصيب بعين حسود، لأن الله هو الشافي، ولكن الدعاء من المؤمن يصيب، والله المستجيب..
صنع (زرابيله) بيديه، وسحب (بالمنقاش) شوك الطلح من قدمه ويداه، وكنز لأغنامه غرفتين من العشب أيام الربيع، لأن البرسيم غال ويحتاج إلى عشرة (مجيديات) بالعملة التركية لحمل الحمار الواحد..
(وشماغه) لم يكن من الحرير الحلبي، أو منسوجات (تايلند) وإنما هو طبقة واحدة، لا طبقتين، ويغسله كل أسبوع لصلاة الجمعة، وربما مر على جاره (ليتدخن) بالعود الهندي، وعلى كتفيه حمل النعوش الكثيرة من الموتى من مرض الملاريا أو (الخابط)..
مسكين ذلك الرجل البائس معيلي.. ترى هل عرف التأمين على الحياة و (الهامبورجر، والكافيار) وسيارة (الرولزرویس) ذات المقابض الذهبية، ودروس علم الاقتصاد، ومضاربات أسواق الذهب.. لكنه كان يسمع بــ (اللك) وروايات أهل المدينة بالذين وجدوا خزنا من الذهب موضوع في (دله) مدفونا تحت سارية بيت قديم قيل إنه مسكون بالأشباح والعفاريت..
ظل (معيلي) هكذا يعيش، وهو كأي عابر مر في أرض هذا الوطن، ربما لا يدري أنه سيستغل هذه المساحة من الجريدة، ولا أظن أنه سيعرف ما هو المدى الأفقي والرأسي بينه وبين الوجيه (عدنان) الذي استغل تلك العاطفة ليكون موضوعا لك على صفحات اليمامة.. ولربما – يا سعادة الدكتور – لو كان حيا ذلك الإنسان المؤمن الطيب، ترى ما هي الوظيفة التي سيحتلها عند الوجيه؟! لا أستطيع أن أعرف على أي سلم من الوظائف سيكون، ولكن ربما ماسح سيارات، أو بوابا على احدى الفلل والقصور المملوكة لعدنان، هذا إذا كان محظوظا..
لقد مات هذا الرجل، ولكن لم يمت الوطن الذي عرفه بين العابرين.. ولم يشبع أرزا، ولا مرقوقا أو جريشا) وكان عند خروجه من أي وليمة يحمد الله على النعمة، ويفرك يدا بيد ليدهن ذلك الجلد الناشف أو يرطبه..
الوطن – يا سعادة الدكتور – ليس رحلة شخص تتبعه آلات التصوير السينمائية، والتلفزيونية من (هيلوود) على يخت عامر بكل شيء.. الوطن تعفر بالتراب وتلازم بفرحه وآلامه، وعيشا داخل مناخاته الحارة والباردة أما المواطن الأول فهي شهادة لا تتحقق بسهولة، وتحية للظروف التي تعطي أحيانا أكثر مما تأخد..
سؤال واحد لك يا سعادة الدكتور هل قرأت شيئا عن تبرع لهذا المواطن المستهدف من القوى الصهيونية الغربية وغيرها، لشهداء الحرم وهي المناسبة الوحيدة التي حركت كل مواطن؟ إنني وكل مواطن نبحث عن جواب
الغياب الفكري وأصالة الشعر..
في أواخر الخمسينات، وجل الستينات سيطرت على الجو العربي الفكري قوتان شكلتا مسارا في النقد، والانتاج الأدبي خاصة.. احدى تلك القوتين هو الفكر الوجودي الفلسفي، الذي كان أحد الهزات الكبرى ما بعد الحرب العالمية الثانية..
والآخر هو سيطرة الفكر القومي العربي، كمحاولة للخروج من أزمة السيطرة الاستعمارية التي شوهت كل ما في التاريخ العربي، وبين السلوكين تناقض أساسي وعميق.. ذلك أن الوجودية تدور حول عدمية الإنسان حتى في أقصى بحوثها عن الحرية وقضية الإنسان..
فهي من جهة، تبحث عن أرضية مستوية ينبت عليها إنسان غير شرير.. أو شخصية متوازنة مع الحياة حتى لا تعود جحيم الحرب هي الهاجس لأي مغامر لا يتوافق مزاجه إلا مع اللون الأحمر، ولا تكون لذته إلا ذبح هذا الإنسان..
ومهما تكن سيطرة الفكر الوجودي، ومحاولته الانعتاق من دكتاتورية الفكر الماركسي، فإنه – أي الفكر الوجودي – بشخص (سارتر) لم يتحرج أن لبس ذات الازدواجية الشخصية في مساره السلوكي..
ففي حين كان يدافع عن نظام (كوبا) في كتابه (عاصفة على السكر) وكذلك في موقفه من الثورة الجزائرية، فإنه تخلى بشكل مضحك عن قضية الشعب الفلسطيني، وهو موقف الكثير من المفكرين الأوروبيين والذي ربما لا زال ترسب الجنس الأعلى هو الضمير المستتر وراء تلك الشخصيات.
أقول إن الفكر الوجودي شكل سلطة فكرية ذات محاور كثيرة، سواء في القصة، أو النثر، خاصة في التقليدية شبه الاتباعية لهذه المدرسة وخاصة في الكتاب النقدي الهام لسارتر (مالا ادب) و(الطاعون) وغيرها من روايات.
هذا النفس الروائي تجده في (السد) للمسعدي الكاتب التونسي وإن كان حاول استخدام أساطير، ومناحي ملتصقة في التراب الوطني، فإنها لم تسلم من ذلك القلق في الفكر الجديد..
أما في المشرق العربي، فإن الدكتور (سهيل ادريس – وهاني الراهب) وبعض بدايات غادة السمان، وکولیت خوري.. وفي مجال النقد (لويس عوض، وغالي شكري) كل هؤلاء الكتاب كانوا يحاولون جعل هذا المضمون الفكري إطارا معادلا للمنهج القومي الذي أخذ مساره السياسي، عنيفا وحادا خاصة في صراع الأحزاب في سوريا، والعراق بين الفكر الماركسي، والقومي العربي
ففي حين تجد محاولة تلبيس أي منطلق حديث النمط القومي، تجد أن الفكر المعارض أصلا لهذا الانتماء له شرائعه ومشاريعه المعارضة تماما لأي منحنى عربي..
لكنه في تلك الظروف لم يكن هناك ما يميز الثقافة العربية عموما إلا في المطاردات العاطفية لأي حركة مضادة تنزع نحو شعوب آسيا أو افريقيا، أو أمريكا اللاتينية.. لذلك تجد شخصية غاندي، ونهرو ونكروما وشاعرية (نيرودا، وناظم حكمت) والروايات الإنسانية التي تعارض التمييز العنصري، كرواية (ابك يا بلدي الحبيب) وحتى الرومانسية منها – كالبؤساء – سيطرة على الذات العربية المأزومة والتي تحاول الانعتاق من روح الاذلال الطويل..
غير أن هذا الموقف الأدبي خاصة تميز إلى جانب الروح العاطفية المتمردة، بقضية البحث عن هوية متجانسة مع الآمال الحديثة..
لذلك تنافرت الوجوه الأدبية، وبشكل حاد بين تمرد الشعر الحديث، والتقليدي وجعل بعض المتعصبين، أو المحافظين يدخلون هذا الشعر إلى النفس اليهودي، أو الشيوعي، بينما الجانب الآخر يأخذ نفس التطرف ولكن بأكثر جاذبية..
ولعل الشعر كان هو الفتح الوحيد في التحول إلى واجهة حضارية جيدة، خاصة، بأصحاب الريادة (السياب، وحجازي، ونازك) وغيرهم.. والأخيرة هي التي ربطت هذا التحديث في دراسة جيدة في قضايا الشعر المعاصر..
وإذا كان هناك من يرى أن أولئك الرواد يشكلون مدرسة (الكلاسيكية الحديثة) كما يطرح ذلك غالي شكري فإن البيانات التصاعدية في التأهيل لا زالت تحاكي نفس أنماط هؤلاء، بل إن أودنيس، والماغوط، وانسي الحاج) وهم أصحاب المدرسة المغايرة.. أي التي كانت وقتها أقرب إلى التعمية، السريالية منها إلى الواقعية الحديثة، وهذا التجريد هو الذي منع دخول فصول (الخربطة) الشعرية إلى نفس الساحة، وقد أنقذ الحركة الشعرية الحديثة دخول الشاعر الفلسطيني كقوة فاعلة خاصة (محمود درويش، وسميح القاسم) بتجاوزهما المرحلتين إلى ربط الشعر بالقضية، وبالعالمية – إن صح التعبير – وهذا ما يجعلنا نقول إن الشعر الحديث وحده الذي كسب إطاره القومي بأكثر فاعلية من الفكر السياسي أو الأدبي..
العربي المخيف!
التاريخ هذا المظلوم، أو الماهر، أخذ المواجهة مع الزمن والإنسان بشكل تعسفي وقذر أحيانا..
ففي الهند بدأت الغزوات (التترية) لتعلن حواجزها بعدم التزاوج مع الهنود حتى لا تضيع هذه الفئة في الدم الهندي، وتحول هذا الموقف إلى تمايز عرقي وطبقي خلق عالم المنبوذين الذين لا زالت القارة تحتويهم..
وفي الصين يقول المؤرخ الأوربي، إن (المغول) هم الذين حضروا الشعب الصيني، بينما الصينيون بنوا السور لصد تلك الغزوات البربرية ، وحين عجزوا اقترح زعيم فذ منهم أنهم لا يستطيعون مقاومتهم إلا باستيعابهم داخل المجتمع الصيني، وصار التزاوج وذوبان الجنسين بجنس واحد..
أما على النطاق العربي، فإن كل حضارتهم مجردة من أي تأصيل عدا ما أعطوه من شعر لا يقرؤه إلا أصحاب هذه اللغة..
على النطاق الغربي لا يهم أن تكون التهمة قائمة طالما هناك صراع مصالح، وإرث تاريخي تزعمته حروب دينية واستعمارية، لكن تأثير الغرب فاق الحدود الخاصة بأوربا وحدها.. كيف؟!
في (مانيلا) يخيفون أطفالهم بدلا من العفاريت بالعربي.. والعربي رمز مخيف يسكن الخرائب، ويخرج بالليل مع وحوش الغابات والبحار.. لكن كيف حصل هذا الانطباع عند آسيوي لم تربطه أي معاناة حسنة أو سيئة مع العربي؟!
القضية لها ارتباط تاريخي عجيب.. فنحن نعرف أن اسبانيا استعمرت (الفلبين) ما يزيد عن ثلاثمائة سنة، وبالتي نقلت صورة العربي بهذا الشكل وزادت عليها أسطورة تقول أن العربي كان يضع فوق رأسه حية أو (حنش) حي، ولكنه بالتطور حول هذه الحية إلى عمامة ثم (عقال) ولا زال يحمل نفس الروح الشيطانية..
نحن قد نضحك من هذا التفسير، ونضيفه إلى قائمة الحرب الباردة ضدنا، لكن المأساة أننا نشرق (بجفنة) ماء وتنسد جميع أنفاسنا، وهذا ألم يطول لم ينفع معه الكي..
وإذا كانت الفلبين عاشت قسوة الاستعمار بأكثر منا ولم تسلم لغتها وعاداتها من التزييف إلى يومنا هذا، فإن حضورنا – على الأقل – ولو على مستوى المسلمين هناك بإزالة هذه الشبهة غير وارد، ولا يمكن أن يتضمن تقارير أي سفارة أو مركز دعائي أو إعلامي لتلك الظاهرة التي يصطدم بها السائح..
أقول إننا نضحك من تلك الأسطورة وعيوننا تدمع، وبالفم ماء..
التاريخ: 21 – 02 – 1400 هـ
0 تعليق