البرج الثاني عشر

آفاق | 0 تعليقات

برج الحوت

  • سقط سهوا (اسمك) في الناجحين في مسابقة الوظيفة.
    ضحك وشف رشفتين على عجل من فنجان قهوته..
  • الحظ هو الذي سقط.. قيل أنني مولود في عام (الغباء) وفي شهر صفر، ورغم أنهم علقوا على رقبتي (حجابين) من (مطوع) حارتنا وصب لي (محواً) بالزعفران لينزع ذلك الوباء الذي هدم بنيتي، ومع هذا لازلت أعاني من نقص في الكفاءة الجسمانية.
  • ولكن ما دخل حياتك وسردها في هذا الموقف بموضوع الوظيفة؟!
  • القضية أن الحظ هو الحصان الهارب مني، ولقد بحثت عنه حتى في الأحلام ووجدته مفروشاً خارج نطاق زمني وواقعي!
  • وهل هذه شكوى جديدة تضمنها معروضك الذي أمامي؟
  • لا.. إنني أريد أن أواجه هذه التعاسة بنفسي، ولكنني أردت أن أعفيك من جانب الخطأ لأن القسمة هكذا أرادت أن أكون، وهو ما يجعلني لا أغضب ولكن سأبدأ من الآن الاستعانة بثقافتي المتواضعة في خطوط الدفاع التي أريد رسمها لمستقبلي وكم يكون رائعاً لو وجدت قاصاً أهديه معارضات حياتي ويقاسمني شيئاً من هذا التوافق العجيب في انتكاسات حظي..
  • وهل هذا سيطعمك ويسقيك؟!
  • ربما يكون باختصار حالة تصلح لدراسة نفسية أو اجتماعية!

برج الدلو

.. (خطك الشريف وصل)
لم يكمل باقي الرسالة.. مظاريف خطابات أصدقائي كلها تبدأ وتنتهي بلغة واحدة.. (على الدوام أدام الباري علينا وعليكم نعمة الاسلام).. توقف
لقد تعلمنا الحفظ عن ظهر قلب بكل شيء.. أصدقائي ورثوا هذه السطور من كتاب (كيف تعرف أن تكتب رسائل الاصدقاء).. ومن تعاستهم أنهم حفظوا شيئاً واحداً، وحدود التجديد بحياتهم كتلك الكلمات.
قال صديق مرة: أن عاملاً بشركة ما قد أعطى (تفاحة) ولكنه سأل وما هي الطريقة التي تستعمل بها..
رد عليه عامل آخر (بأنها تؤكل (طازة).. والحيرة أن كلمة طازة هي التي أعمت على العامل المسكين التصرف بالتفاحة..
الرسائل كلها عبث.. ضحك صاحبي.. ولكن ما قولك بمظاريف الحب، وبطاقات المعايدة؟!

  • رد تاجر:
  • أثمن منها مظاريف المناقصات!

برج الأسد

قيل أن أديباً مشى حافياً على سطح الأسفلت الساخن وقت القيلولة ليعرف كيف يستطيع رسم معاناة بطل قصته.. وأنه عند إنجاز هذا العمل وقف يشرب عصيراً بارداً من البرتقال
لقد عرف الخيط الرفيع الذي يربط عذاب قدميه في الخطو على الأسفلت مثلما تلذذ ببرودة كوب العصير، ولكن بؤسه زحف على التعريف وتلك المعاناة ليجمع كتبه، ومكتبته وبوسط ميدان كبير يصب عليها صفيحة من البنزين ويرمي جثته عليها!
يومها أصبح أسطورة ورواية تمثل وساعتها نسف كل عالم الخيال، والاحتمال وصار واحداً من الخارجين عن قانون الحياة.
ترى هل درامي الواقع هي التحدي المباشر للوجود، وهل فرق (الساموراي) الذين يعبرون عن احتجاجاتهم بإخراج أمعائهم بعد بقر بطونهم بسكين حادة هو موقف بطولي؟!
الجواب أن الحدود الدنيا للتعامل في الحياة هي التي وقف عندها الإنسان يشكو حتى في أرحب مراحل ساعات سعادته.

برج العذراء

كل إنسان يسوقه الحنان إلى مسقط رأسه، وحتى لا أتهم بأنني متعصب على مستوى (حاره) أو مدينة لم يسبق أن كتبت حرفاً واحداً عن (حائل).
وقد يكون هذا تقصير مني ولكن هناك من الشباب من كفاني هذا الموضوع..
وكم أحمل لتلك المدينة الغافية بين الجبلين من ود لا ينسى وكم عايشتها بعقلي وتفكيري. ولكن هذا كله كلام شعري حلو لا يسمن ولا يغني من جوع..
بالمناسبة هذه الكلمات أجبرتني أن أتعرض لرجل مخلص يعمل بصمت وبكفاءة نادرة، ويتواضع..
هذا الرجل هو مدير البلدية هناك، الذي حتى الآن لا أعرف اسمه كاملاً، ولم يسبق أن تم بيني وبينه أي لقاء.. ولكن لقائي منه هي الشهادة القائمة في كل شارع وبيت، أو أي حي يخطط حديثاً..
ولقد سمعت الكثير عن هذا الرجل.. نزاهته إخلاصه، مواقفه الشجاعة والطيبة.. وبغير تزلف أو رغبة في أي شيء أنه مواطن يستحق مني كلمة شكر.. وهي التي أملكها مع أحر تحية..

برج الثور

.. (حبجر) أصلي، على الذوق.. خط (۲۲۰) يضرب شوط ۲۲ عيار واحد وعشرين.
كان (محرج) الخضار (بالمقيبرة) يصيح.. وأنا أضحك على أسلوبه اللطيف الساخر.. شيخ في الأربعين جذب عصاه..

  • رحم الله أيام (الوزنة) لحمة (القعود) الطيب بخمسة (أريل) وعشر (القرع) بثلاثة.. وتملأ ثلاجتك من (أنعام ربي) بعشرين ريال!
  • رأسك ثقيل (بحكايات) الأولين.. هل تدري أن البقالات يباع فيها أكل (كلاب) في زمانك؟!
  • كلاب بعد؟!
  • أي نعم كلاب، ويربونها، ولا يغسلون (يديهم) سبع مرات!
  • أقول.. (سنبلة على كعب) الله يحمينا (من تألمي وقته)۰!”

برج السرطان

قال..

  • لقد اشتريت هذا اليوم (عود) وربابة وثلاث (طبول) ودجارة..
  • ولكن ما هو مشروعك القادم؟!
  • فنان! أغنى بالحفلات وأسجل أشرطة.. و.
  • بس هذا له قواعد وأصول ومعاهد متخصصة.. ثم الأهم الموهبة!
  • أنت متشائم.. واحد من (ديرتنا) نجح في أن يكون منتج، يبيع المسلسلات بأرقام خيالية.. وهل تريد أن أكون مجنوناً يدرس الطب والهندسة ليفتح عيادة أو مكتب بعد عشر سنوات.. دق عود، وطق طبل (وشرط) تلقى صورتك على أربعة أعمدة بكل الصحف والثقافة صارت لا تقرأ إلا في صفحات الفن والرياضة!!

برج الجوزاء

مواطن طرح رأياً لطيفاً لهذه الجريدة. المواطن يقول أن المقاطعة على مصر وخاصة صحافتها، والتي تبعث على الغثيان في نهجها وأسلوبها..
هذا المواطن الغيور يقول أن بعض تجارنا يمارسون مهن متعارضة مع مبدأ المقاطعة..
فالصحف التي تشتمنا وكل العرب، والمسلمين نجد تجارنا يدعمون هذه الصحف بالإعلانات وفي بضائع مستوردة للمملكة.
وأنا أضيف لهذا المواطن أن هناك إعلانات بإذاعة الشرق الأوسط، والبرنامج الثاني وتلفزيون مصر..
يبقى موقف وزارة التجارة وهذا الوضع.. ونعتقد أن أبسط أبجديات الاختيار في هذا الوقت أن يكون لنا قرار إضافي، ويعمم على كافة التجار بالحظر على الإعلان بهذه الصحف، لتتمم بقية مواقفنا الشجاعة!

برج العقرب

أسطورة قديمة تقول: أن صاحب فندق كان يقيس سكان فندقه على أطوال سرر الغرف.
فالطويل يقصر منه حتى يتلاءم وطول السرير، والقصير يمدده حتى يكون متساوياً له.
والكاتب في هذا الوقت مثل زبائن صاحب الفندق يطول ويقصر حسب موجات الحر والبرودة، وعنده حساسية الزكام الدائم، وأنه يكتسب حرارة الكتابة من موقف ما، وقد يخسر القبول بمبدئها نهائياً ويشعر أنه اصطدم بالجدار الأخير إذ لا يجد أي مبرر يعطيه السماح بأن يهذي للناس بما لا يريدون، أو تجدونها مجاملة طيبة ليقولوا لقد أعجبنا بما كتبت..
(كافكا) مات وأوصى بأن تحرق كتبه، و (دوستويفسكي) يكتب أربع عشرة ساعة في اليوم والليلة يرتب، وينزع صفحات ويحتفظ بأخرى ويبني عالماً من المشعوذين والمجرمين والسحرة وكان هو بحاجة للعلاج من مرض الصرع..
قيمة الوعي أنه أعلى مراحل التوتر والعصاب. وكم كان سعيداً ذلك (الخياط) الساخر الذي قال: (إنني مثل الدجاجة رزقها برجليها)!!


التاريخ/ 11 – 7 – 1399هـ

مقالات مشابههة

التقابل.. والتضاد!!

التقابل.. والتضاد!!

في عدد الأحد الماضي من جريدة الرياض رقم 5412 في 27/6/1403 كتب معالي الدكتور "عبد الله التركي" مدير جامعة الإمام محمد بن سعود مقالا عن فن التعامل مع الظروف...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *