يغمره ذلك الانفعال الصاخب كلما كان الموضوع يتعلق بدفتر «الشيكات» والعربون الذي ربح صاحبه في ساعات مئات الآلاف..
يديه تتحركان بعصبية.. وأوردة رقبته تمتلئ دماً.. قال محتداً.
- «إذا كنت تقول أن المال لم يكن سلطة حقوقية بل هم ضخم، يرافقه قلق وعذاب لصاحبه..»
إذا كان هذا رأيك.. فلماذا لا تذهب إلى أديرة المنبوذين بالهند لتمارس طقوس سعادة الفقراء»؟!
الرأي وجيه جداً.. ولكن أن يحصل على حذاقة لسان بليغ وجيوب منتفخة بالمال فتلك هي الحيلة الجيدة لأن يعيش متلائماً مع ظروفه..
قال ليرد بهدوء.. - «ولكنني لم أكن زاهداً إلى هذا الحد حتى أحرمك من هذه السعادة.. أقول فقط أنني أكثر توافقاً مع واقعي.. لأنك، بحساب ملايينك، لا تستطيع أن تحمل ثباتاً على سن تؤهلك أن تتمتع بهذا المال.. ولن تقدر على شراء تخفيض ساعة من عمرك ؟!»
الشاب الذي تعود أن يعيش سعادة غامرة بعدم السمع، وجد أن الحديث على غير العادة..
صخب.. انفعالات وحركات يغلب عليها الطابع (الفلكلوري)..
فسخ نظارته.. رمى جريدته التي يقرأها باللغة الانجليزية.. ونسي حتى تلك الحركة المعتادة في عدم الدخول بأي فاتحة صباحية لهذا المكتب البليد..
ولأنه لا يستطيع أن يتكلم.. رمى بين المتكلمين ورقة كتب عليها.. «إن هذه الجريدة التي بين يدي تقول أن فنانة سجلت ست كلمات للدعاية بإحدى الشركات بمبلغ (۸۳) ألف جنيه استرليني.. فهل تستطيعون الصمت بقية الدوام مقابل صندوق من المشروبات الغازية الباردة»؟؟
0 تعليق