يروى أن زواجاً تم فرحه على خمسين خروفاً، وناقتين، وثلاثة وأربعين صندوقاً من الدجاج!!
وقيل أن الفائض من الغذاء والفاكهة بكامل مشهياتها دفعت – كرم الله النعمة – إلى صناديق القمامة!! يحدث هذا ولا نتذكر أن خطوات الأيام الماضية بهذه الجزيرة الممتدة على شواطئ البحار واليابسة كانت في عداد من تهددهم المجاعة في العالم!!
• •
شيخ كريم يملأ فمه دائماً بكلمات «اللهم شكر نعمتك.. واتقاء سخطك»!! هذا الشيخ الوقور قال:
- «لقد دفعت مع زملائي في الرياض جذوع النخل من «حوطة خالد» إلى «دخنه» مقابل بريق «حلو»!! (والحلو شاي «يبهر» بنوع رديء، من الورق مخلوط بنجارة الخشب، والسكر الأحمر)!!
• •
أخر يروي أن قرية بكاملها لا تملك إلا عباءة واحدة، تنتقل من واحد لآخر حين يرغب قضاء حاجات بيته من المدينة القريبة، واكتشفت العباءة حين أدرك تجار المدينة الثقب الصغير على الكتف الأيمن لتنتهي أسطورة القرية التي لا يعيش فيها إلا الأغنياء من أصحاب العباءات «الحساوية» الممتازة!!
• •
وهناك من يتذكر كيف عاشت عائلة بكاملها مدة أسبوع على «كفين» من الشعير، يطبخان مع الأعشاب، وبعض العظام «المدسمة»!!
وأن فريقاً من الحجاج إلى بيت الله الكريم أمضوا السفر الطويل يأكلون العشب والجراد!!
الذين يتمتعون الآن بطعم سمك السلمون، ويُرضعون صغارهم الحليب المجفف، والمقادير المركبة من الفيتامينات، نسوا أن صانعي مجد هذه الأرض مضوا لا يعرفون الموز، أو التفاح، ولم يتصورا شكل التين والزيتون إلا ما جاء بلفظ القرآن الكريم..
• •
«حميدان الشويعر» سمى الفقر «أبو موسى» والخليفة المسلم قال لو أن الفقر رجلاً لقتلته»!! ولكن الذين لم يمسهم الجوع، أو يقرصهم الفقر، هم الذين لا يشعرون أن التبذير، حتى بالفرح، باب يغلق التفكير بالجائعين!!
0 تعليق