«بدل فاقد» تجري في كثير من المعاملات التوثيقية.
هذا البدل حين تبحث عنه في ذكرياتك، أو الآمال التي تطرحها عليك «خيول الضائعين» تعيد لك هذا التوازن في نفسك، وحياتك وتعطيك ذكرى ذلك الختام الثابت، (الموت)!!
حين تنسى، أو يغيب عنك شبح الموت يبدأ مسلسل الماضي مائدة تقتات عليها تلك الساعات التي أعطتك التجارب، ومنحتك فرصة العيش وفق الظروف التي أتيحت لك..
الماضي قد لا يتجسد أمامك بالإنسان فقط، وإنما قد تكون أعمال البشر هي حاصل هذا التلاقي بالفرح، والندم.
• • •
لم أكن أعرف أن هذه مقدمة صغيرة لصراع الإنسان مع الحياة، ومع الأجيال، إلا حين وقفت مع صديق على بناء حديث، أخذ من الماضي الشكل والذكريات، وأستطيع أن أقول الأصالة التي لم تنقطع جذورها.. تساقطت على قسمات وجه صديقي علامات الفرح، وهو المتسائل دائماً، كيف نطرح الماضي بشكل حضاري في هذا العصر؟!
• • •
الزرانيق «والشرف» ومزاريب المياه التقليدية كلها تسرح بك إلى الأزقة، والحواري في شوارع مدن وقرى نجد، وكأنما تعيد صورة (السياب) حين غني أنشودة المطر..
«عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر».
شرفات الطين، وصغار الحارة، ورمضان، والأعياد والصلاة عند الخسوف والكسوف، وحلقة الشيوخ يسألون عن حركة الجراد، والوسمي.. حتى شجرة «الترنج» التي يصطاد تحتها العصافير الغافلة، مرت كلها سريعة في خاطره.
• • •
«اللقافة» وحدها جعلتنا نحاول أن نستكشف ما داخل ذلك القصر الجديد الذي هو على شكل بيوت الطين القديمة.
البيت – كما فهمنا – سيكون بيت الأفراح، أو قصر (الزواجات)!!
عند أول خطوة.. وقف عملاق ظريف يقول:
- «عفواً ممنوع الدخول»؟!
ضحك صاحبي ببراءة ورد: - «وهل القصر يحوي مفاعلاً نووياً، أو مسكوناً بالعفاريت، كما حدثتني جدتي»؟
العملاق الظريف رد وبتهكم..
-«.. والله صاحب البيت «هيك بدو»!!
0 تعليق