في إيطاليا احتج الفلاحون على رفع أسعار الأسمدة والمحركات الميكانيكية وكساد منتجاتهم، بأن سحبوا كل معداتهم وحيواناتهم إلى المدن الرئيسية، وسدوا بها نوافذ الشوارع والطرقات وتوسد الفلاحون الأرصفة، وشلت الزراعة، ومعها حركة هذه المدن!!
وفي إيطاليا أيضاً علق صاحب مطعم جديد لوحة كبيرة مضاءة بالنيون على مفترق إحدى الطرق كتب عليها «ممنوع دخول الصحفيين، والكلاب»!
ضج الصحفيون وبادلوه أقسى الهجمات مطالبين بحقوقهم القانونية في هذه الإهانة الحادة!!
في المحكمة دافع عن نفسه بأنه لم يستطع دفع تكاليف الإعلان، وأنه باستثارته للصحافة حقق شهرة جيدة لمطعمه فاقت تصوره وبدون أدنى تكاليف!!
القضية هنا بين الاحتجاج الحاد من الفلاحين ومن أسلوب الإثارة، والتحريض الذي تغلب به صاحب المطعم على سلطة الصحافة.
الصحفي العربي يملك وسائل التحريض والاحتجاج معاً ولكن ضمن الخروج عن القانون الاقليمي لبلده، لأنه أصلاً إما تابع لمسلمات السلطة أياً كانت، أو أنه يعيش على مبدأ المتاجرة بالحقوق الوطنية والشرعية حتى للمبادئ الأخلاقية..
الجانب الأول لا يعطيه حق ممارسة وظيفته إلا بالحدود المرسومة، ولذلك هو موظف تصادقه العقوبة كل يوم ويعاديه الناس كل ساعة وبالتالي فهو الطرف الخاسر المذموم ۰۰
الجانب الثاني أنه المالك والمدبر، وصاحب السلطة على عمله الصحفي ولذلك يحترف الصفة التجارية حتى في ولائه للجهات الأربع..
ولهذا نأسف ونتألم أن يقتل كاتب، أو صحفي لأنه لا يملك إلا قلمه، في حين ندرك أنه يملك وسيلة التحريض التي لها صفة (الديناميت) والرصاصة.
ومن هنا قيل أنه على الصحفي العربي أن يحمل مسدساً في جيبه ورشاشاً في سيارته.
هذا الاختلال في التوازن مبعثه الوضع العربي عموماً الذي ذبح شخصية الصحفي الرسمي، وشجع الصحفي التاجر وجعل المواطن العربي مجرد وعاء مشوه يختزن الآهات ليلاً، ويختفي وراء حتمية العيش، والعيش فقط طيلة أيامه المشرقة!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق