قال المهندس، وهو يشاهد صورته المعكوسة على دولاب الزجاج الذي أمامه …
- «أأنت الذي كتبت عن هذه المؤسسة»؟!
لم يفاجئني سؤاله إذ أن الوقت الذي كتبت به تلك الزاوية لم يكن في الماضي البعيد.. قلت.
-« .. نعم ولكن قبل أن يكون سؤالك بهذا الامتلاء.. ألا يجوز أن تحاور هذه المؤسسة بما يكون خدمة للطرفين، وكسباً للمواطن»؟؟
زحفت كلماتي ببطء على دماغه.. أفرد مسافة صغيرة بينه وبين المكتب.. رد: - «ولكن هذه المؤسسة فوق مستوى النقد!! وما تقدمه يعجز الناقدون عن إدراكه»؟؟
معاملتي تقفز أوراقها بفعل تيار المكيف.. وأنا واقف انتظر النتيجة من هذا الحوار الخاطف.. قلت بعفوية.. - «لم تتحقق صفة الكمال إلا بالخالق وحده.. حتى أنه عاتب سيد الرسل بقوله تعالى (عبس وتولى)»!!
المهندس نسي المكعبات، والمنحنيات، ليدخل في (ملف) حذر.. إذ أن هذه الكلمات ليس لها نقطة ضوء في ميزان حكمته السديدة.. وقبل أن تخترق أذني إجابته تحركت ابتسامته اللامبالية.. ليقول. - «نحن نعمل.. ننزف عرقاً.. نضع التعليمات والشروط.. ولكن المواطن إذا كان (غبياً) ولا يريد تنفيذ التعليمات فهذا بأسه هو»!
لم أرد التعليق لأن المواطن «غبي» وربما يكون ترتيبي في أقصى العد التنازلي في حكم هذا الانسان المهندس!!
• • •
الرؤية هنا والأحكام مبثوثة في كثير من الإدارات.. ولأننا لا زلنا نؤمن بالمؤهل قبل فحص أسلوب وسلوك مؤهله، فإن هذه الأحكام ستخرج بدون مسئولية قائلها، لأنه وضع في المكان الذي لا يناسبه.
نحن نفهم أنه في جميع معاهد العالم يخضع الطيار والعسكري، ورجل الأمن، والموظف لاختبارات تناسب المركز الذي سيعطي له، وبهذا قد لا يكون من في عبقرية «أينشتين» يصلح لأن يدير شباك بريد، وإلا فإننا سنلغي جميع الدراسات الإنسانية، ومن ورائها وظائف العلاقات العامة.. وسنبقى نتحمل فن هذا المهندس في العلاقة الإنسانية.. أعان الله المراجعين.!!
0 تعليق